بغداد “تمنع” ازاحة الستار عن تمثال لعبدالوهاب الساعدي في الموصل
قررت السلطات الرسمية في العاصمة بغداد “منع” ازاحة ستار تثمال شيد للقائد الامني البارز عبدالوهاب الساعدي في مدينة الموصل.
وذكر بيان من “شباب نينوى ، “لاسف بعد ان تم تجهيز وتحشيد الناس وبعد تنسيق وتواصل مستمر مع الجهات المعنية، تفاجئنا بوصول برقية عاجلة من العاصمة بغداد بمنع ازاحة الستار عن تمثال الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي بحجة مراعاة مشاعر بقية القادة الذين شاركوا بعملية التحرير”.
واضاف البيان “في الوقت الذي نؤكد فيه على احترام التعليمات التي تصدر من قيادة جيشنا الباسل وقواتنا الامنية الموقرة بشكل تام ، كنا نتمنى ان يتم التعامل مع هذه القضية الوطنية التي تمثل العراق وحده بدون اي تمييز بطريقة اكثر كياسة واحترام لأرادة الناس في نينوى، لذا تم الغاء عملية رفع الستار تماشياً مع التعليمات الصادرة وسنكتفي بأجراء وقفة تضامنية سريعة مع الفريق عبدالوهاب الساعدي وقضيته”.
قال مسؤول حكومي عراقي إن قياديين لفصيلين في الحشد الشعبي “مارسا ضغوطاً” لتنحية قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي.
وأضاف المسؤول لوكالة فرانس برس، طالباً عدم كشف هويته، أن “الفكرة الأساسية هي بإبعاد الساعدي والإتيان بشخصية مقربة من إيران، وبالتالي لن تعود قوات مكافحة الإرهاب عقبة على تلك الفصائل”.
وأشارت مصادر عدة لفرانس برس إلى أن القرار أثار تساؤلات حول عملية “تطهير” لمسؤولي الأمن الذين يعتبرون مقربين من واشنطن.
وبعيد القرار، دعا ناشطون إلى تنظيم تظاهرات مناهضة له في بغداد والبصرة والموصل، التي لم تزح حتى اليوم الستارة عن تمثال للساعدي أقيم بمبادرة من بعض أنصاره في المدينة.
الساعدي، الذي أجرى مقابلات تلفزيونية عدة بعيد تنحيته، اعتبر من جانبه أن “القرار مهين ولن أقبل به”.
وقال “لست على استعداد للذهاب إلى الإمرة، حتى لو كلفني ذلك حياتي”.
واعتبر السياسي العراقي غالب الشابندر أن قرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بخصوص الساعدي هو “آخر طعنة في صدر العراق وبداية للقضاء على الجيش العراقي وتسليمه لقيادات الحشد الشعبي والفصائل المسلحة”.
وللساعدي صولات وجولات على الجبهات خلال عمليات القضاء على تنظيم داعش. فقد قاد عمليات تحرير بيجي وتكريت في العام 2015، ثم معارك الفلوجة في العام 2016، حين سطع نجمه.
ومطلع العام 2017، تم تعيينه قائدا لعمليات تحرير مدينة الموصل، ويصفه كثيرون بأنه “أيقونة النصر”.
ونجا الساعدي من محاولات اغتيال عدة، بسيارات مفخخة أو عبر عمليات قنص منفردة، وذلك أثناء قيادته للمعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب تجاه القرار، ونشر مؤيدو الساعدي مئات الصور والفيديوهات خلال عمليات التحرير، وركزوا على الجانب الإنساني للقائد العسكري وتواصله مع الأطفال والشيوخ خلال المعارك.
رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، انتقد من ناحيته القرار، في تغريدة على تويتر قائلا “ما هكذا تكافىء الدولة مقاتليها الذين دافعوا عن الوطن” وتساءل “هل وصل بيع المناصب إلى المؤسسة العسكرية والأمنية؟”.
وانتقد وزير الدفاع العراقي الأسبق خالد العبيدي الطريقة التي تم فيها “إقصاء قائد ميداني شجاع ومهني تشهد له ساحات المعارك في مقاتلة الإرهابيين”.
واعتبر الخبير في شؤون الجهاديين هشام الهاشمي أن “الحرب على داعش لا تزال مستمرة، واستبعاد رموز النصر في هذا الوقت خلل كبير، يحفز معنويات العدو، ويضعف ثقة المواطن بقرارات القيادة العسكري