إيران: صمت بغداد على الغارات الإسرائيلية يثير التساؤل
كتب الصحافي الإيراني المتخصص بشؤون السياسة الخارجية علي موسوي خلخالي، مقالاً يوضح فيه “نفذت إسرائيل غارتين جويتين على الأراضي العراقية في غضون عشرة أيام. نفذت إحدى الهجمات على قاعدة لقوات الحشد الشعبي في بلدة آمرلي في محافظة صلاح الدين، والثانية في قاعدة أبو منتظر المحمدي (أشرف) في محافظة ديالى شمال بغداد والخاضعة لسيطرة قوات الحشد الشعبي بعد أن كانت قاعدة للتجمع الإرهابي لمنظمة مجاهدي خلق”.
ويقول خلخالي “المدى الحقيقي للهجوم على هذه القاعدة غير واضح. يزعم البعض أن 40 شخصًا على الأقل قتلوا وجرح العشرات من بينهم إيرانيون”.
ويكشف خلخالي “يظهر التطور أن مجال العداء لإسرائيل قد اقترب من حدود إيران أكثر من أي وقت مضى. تقع قاعدة محمدي على بعد 80 كم فقط من إيران. هذا يعني أن إسرائيل، التي لم تجرؤ في السابق على مهاجمة المناطق ذات الحدود المشتركة مع إيران، ومعظم هجماتها كان على الأراضي السورية والمناطق المتاخمة للأراضي المحتلة، قد اكتسبت الآن الشجاعة لتوسيع نطاق هجماتها على العراق”.
وحول المشاركة الأميركية يقول الكاتب “في رسالة مكتوبة إلى السلطات العراقية، قالت الولايات المتحدة إنها غير متورطة في الهجمات. ومع ذلك، لن تكون تل أبيب قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم دون ضوء واشنطن الأخضر. بادئ ذي بدء، لماذا لم تجرؤ إسرائيل على القيام بمثل هذا الهجوم في العراق من قبل؟ ثانياً، تدير الولايات المتحدة قواعد عسكرية في العراق وتراقب المجال الجوي للبلاد. لذلك، كان بإمكانها إبلاغ الحكومة العراقية إذا كان مجالها الجوي قد انتهك، لكنها لم تفعل ذلك”.
ويتساءل خلخالي “لماذا أعطت الولايات المتحدة إسرائيل مثل هذا التصريح؟ أولاً، تتجنب الولايات المتحدة أي تصعيد مباشر للتوترات مع إيران؛ لذلك، فإن الولايات المتحدة لن تتخذ أي إجراء ضد الحشد الشعبي، والذي تعتبره واشنطن مؤيداَ لإيران. ثانياً، لا تريد الولايات المتحدة دفع ثمن أمن الآخرين، بما في ذلك إسرائيل. في العام الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحدى المناسبات أن واشنطن لديها ما يكفي من الأسلحة الحديثة وكذلك مساعدة مالية كبيرة. وقال إن الوقت قد حان لإسرائيل للعمل لضمان أمنها دون توقع أي مساعدة أخرى من البيت الأبيض. لذلك، يمكن أن نستنتج أن الولايات المتحدة قد أعطت إسرائيل اشارة الموافقة للهجوم، وفي الوقت نفسه، بعثت رسالة إلى بغداد قائلة إن واشنطن لم تكن متورطة في الهجوم لتفادي مواجهة محتملة مع إيران”.
ويزيد في التساؤل قائلا “ومع ذلك، فإن السؤال المزعج هو لماذا لم تصدر السلطات العراقية، حتى الآن، أي تعليقات بشكل مباشر على ذلك؟ لماذا لم تعتمد حكومة بغداد موقفا واضحا في هذا الصدد”؟
ويوضح خلخالي “بينما أكد المسؤولون العراقيون، بمن فيهم زعيم تيار الحكمة الوطني العراقي السيد عمار الحكيم، رئيس منظمة بدر هادي العامري، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح على ضرورة أن ينأى العراق بنفسه عن أي توترات إقليمية، وقالوا إنهم لن يسمحوا للعراق بأن يتحول إلى مكان لتسوية الحسابات السياسية من قبل القوى الأجنبية ولن يسمحوا باستخدام الأراضي العراقية كتهديد ضد جيرانه، فكيف لم تبد الحكومة العراقية أي رد فعل في هذا الصدد”؟
وفي معرض الإجابة يقول “يبدو أن الحكومة العراقية تريد أن تلتهم هذه الأشياء غير سهلة البلع وتزعم أنه لم يحدث شيء. إن الهجوم على قاعدة للحشد الشعبي وإمكانية قتل المستشارين العسكريين الإيرانيين ليس شيئًا يمكن لإيران أن تتجاهله بسهولة، خاصة عندما تم تنفيذ هذه الهجمات بالقرب من الحدود الإيرانية وتعتبر نوعًا من التهديد المباشر لإيران”.
ويقول “التزمت الحكومة العراقية الصمت وسمحت لإسرائيل بمهاجمة أراضيها. هل سيقبل العراق ذلك إذا ردت إيران بالمثل؟ ألا يعني هذا أن الحكومة العراقية قد تراجعت عن كلامها وإنها قد مهدت الطريق للمواجهة بين القوى الإقليمية”؟