صاحب السيادة المدى : علي حسين رصد عراقيون
عزيزي السيد بليغ أبو كلل استمعتُ لردّك”الطريف”على منتقدي، محافظ البصرة الهارب ماجد النصراوي الذين أخطأوا واعتقدوا أنّ النصراوي هرب باتجاه أستراليا بسبب ملفات الفساد، فاتضح أن كل هذه الضجة كانت نوعاً من الـ”بروباغندا”.
لايهمك ياسيدي العزيز، فكلّ الذين استمعوا إلى حوارك الأخير مع قناة السومرية أو شاهدوه في مواقع الإنترنت، فاتهم أنْ يبحثوا في موقع غوغل عن معنى قولك إنّ علاقتكم مع رئيس تيار الحكمة هي”سطوة منبعثة من رمزيّة”، لا تهتم ياسيدي، نحن شعب لم نقدِّر أهمية ما يقوله إبراهيم الجعفري، ولا نريد أن نفهم ما تقوله!!
وقبل أن تسأل عزيزي القارئ ماذا يحدث في هذه البلاد العجيبة، أُطمئنك أنّ شعارات الحرب على الفساد هي مجرد”تزويق”لمرحلة فاسدة برمّتها، ما كان لها أن تتأسس، لولا أفضال الفساد عليها، فهل كان غيرالفساد سلاحاً ماضياً وحليفاً ستراتيجيّاً للضحك على أهالي أغنى مدينة في منطقة الشرق الاوسط، وأعني بها مدينة البصرة.
معظم الذين يكذبون على شعوبهم يجيدون فنّ”الخراب”، بالأمس خرج روبرت موغابي ليلقي خطاباً إلى الأمة، وبدل الاعتذار عن سنوات الحرمان والفقر التي عانى منها شعب زيمبابوي، أكد لهم أنه لايزال الرمز.
موغابي هو المثال الواضح لفئة من السياسيين، يتحدث بالسيادة والمؤامرات، والنضال، لكنه بعد كل خطاب يركب سيارة رولزرايس مصفحة، فيما الملايين من شعبه يقطعون الشوارع حفاة!
عندما يفلس السياسي، يبدأ الحديث الحماسي عن المؤامرة والسيادة، بالامس أخبرنا السيد نوري المالكي أن لاطريق أمامنا سوى الاستعداد للمشاركة في الحفل الجماهيري الكبير، وأتمنّى أن لايذهب بكم الخيال وتتصوروا أنّ السيد المالكي يدعوكم لحفل يُحيه الموسيقار اليوناني”ياني”في المدينة الاثرية بابل، لا إنها دعوة للمشاركة في الانتخابات شعارها”السيادة أولاً”.
والله العظيم يا جماعة هذه ليست كوميديا إنها”مسخرة”عليكم أن تخجلوا. تتنافسون باسم السيادة على إشاعة الخراب والعبث بمستقبل البلاد، هل تعرفون يا سادة ما معنى السيادة؟ إنها سعي لبناء الشعوب، وإبداع في الإعمار وإدارة شؤون البلاد وإعلاء شأن العدالة، وانشغال بالبحث عن الرفاهية الاجتماعية، أكثر من إبداع في فنون الخطابة، والسعي الى إقرار قانون التحكيم العشائري.