صحيفة ألمانية: إعادة إعمار الموصل تحتاج نحو 700 مليون دولار
نشرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، الاثنين، تقريرًا تطرقت فيه لحصيلة خسائر معركة استعادة الموصل من سيطرة تنظيم داعش.
وقالت الصحيفة في تقرير نشر مؤخراً، إن “أهالي المدينة العتيقة بالموصل عادوا إلى ديارهم ليجدوا أنها تحولت إلى كومة من الأنقاض والركام بعد أشهر من المعارك الطاحنة”.
وذكرت الصحيفة، أن مهندس الطيران السابق لدى الجيش العراقي، راغب القهوجي، عاد إلى حيه الذي يقطن فيه ليجد بيته على وشك الانهيار، وعثر برفقة أولاده على كومة من الملابس والمواد الغذائية التي خلفها عناصر تنظيم داعش في الطابق الأرضي من بيته، حيث كان يملك متجرًا للمواد الكهربائية الذي تحول بدوره إلى رماد.
وأفاد قهوجي بأن “داعش سرق وأتلف كمية من السلع بقيمة نصف مليون دولار”، وتابع قائلاً إن “عناصر تنظيم داعش لم يسرق كل البضائع، بل تركوا صندوقاً من المصابيح الكهربائية”.
وفي شهادة حول مصادر تمويل التنظيم قال قهوجي، إن عناصر داعش توغلوا في شوارع المدينة قبل احتلالها وسرقوا من رجال الأعمال والتجار في المدينة الملايين من الدولارات.
وبينت الصحيفة، أن إعادة إعمار الموصل تعتبر تحديًا صعبًا لاسيما أن المدينة أصبحت بمثابة صحراء قاحلة، حيث دمر جسر الجمهورية وأصبحت الشوارع خالية إلا من العصافير التي تحلق في السماء، كما يواجه الأهالي خطر الألغام المزروعة تحت الأرض.
وأوضحت أن قوات الدفاع المدني العراقية أعلنت عن انتشال حوالي 2600 جثة من تحت الأنقاض في غرب الموصل منذ الإعلان عن استعادة المدينة بتاريخ 10 تموز الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن أغلب الضحايا مدنيون ينحدرون من المدينة القديمة الواقعة غربي الموصل.
وأوردت الصحيفة أن تقديرات الأمم المتحدة أشارت إلى أنه “تم تدمير 32 ألف مبنى في الموصل، خلال الغارات التي شنها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش أو العمليات الانتحارية التي يقوم بها داعش من جهة أخرى، ولقي حوالي 1400 جندي عراقي حتفهم، بينما جرح قرابة 7 آلاف عنصر من القوات العراقية”.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فإن أغلب أهالي شرق الموصل عادوا إلى ديارهم، بينما بقي ما يناهز الـ800 ألف مواطن منحدرين من غرب الموصل في مراكز اللجوء.
وذكرت الصحيفة أن عملية جعل مدينة الموصل صالحة للسكن تحتاج إلى قرابة الـ700 مليون دولار، علمًا بأن مدينة الموصل تضم العديد من المواطنين المنتمين إلى أعراق مختلفة من سنة وشيعة وعرب وكرد وتركمان، فضلاً عن أنها تضم إرثا ثقافيًا عريقا نُسف على يد تنظيم داعش.