فاينانشال تايمز: الكرد يتحدون العالم ويُسمعون صوتهم
نشرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في عددها الصادر، اليوم الاثنين، مقالا لإريكا سولومون من بارزان بكردستان العراق بعنوان “في تحدٍ، الأكراد يُسمعون صوتهم للعالم”.
وتقول سولومون، عندما يفتقد أيوب صادق والده الذي فقده في الطفولة، فإنه يسير وسط عدد كبير من المقابر التي لا تحمل أسماء من دُفن فيها رفات مئات الأشخاص عُثر عليهم في قبر جماعي بالقرب من الحدود الجنوبية للعراق، وأٌعيدوا لاحقا إلى موطنهم في بارزان، شمالي كردستان.
وتضيف أيضا أن بارزان هي موطن رأس مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الذي يحشد الناخبين على التصويت بـ”نعم” في الاستفتاء على استقلال الإقليم، على الرغم من الضغوط الدولية الكبيرة لإيقاف التصويت.
وتقول، إن صادق هو ثالث جيل من أسرته ينضم إلى قوات البيشمركة الكردية، وكانت القوات العراقية ألقت القبض على جده قبل ولادته، ولم يعرف عنه خبر إثر ذلك في عام 1983، وهو ما زال صبيا، اضطر صادق للفرار بينما ألقت القوات العراقية القبض على ثمانية آلاف رجل وطفل، من بينهم والده، وقتلتهم، ولم يتم التعرف على الكثير منهم حتى الآن.
وقال صادق للصحيفة “لم أتوقع أن يكون مستقبلنا هكذا، لدى أمل بنسبة مئة بالمئة أنني الآن شأعيش لأرى استقلالنا”.
وتقول سولومون، إن النتيجة المتوقعة للاستفتاء هي “نعم” للاستقلال، على الرغم من أن التشكك في إمكانية إجرائه استمرت حتى سويعات من بدء التصويت، ويرى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أنه يجب قبول عرض الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتفاوض.
وتضيف سولومون أن حكومة إقليم كردستان العراق تؤكد أن نتيجة الاستفتاء لن تؤدي إلى انفصال دون تفاوض مع الحكومة العراقية في بغداد، ولكن جميع الحلفاء في المنطقة يعارضون إجراءه، وترى الولايات المتحدة أن الاستفتاء قد يعرض استقرار المنطقة للخطر وهي توشك على هزيمة تنظيم “داعش”.
ويقول معارضو بارزاني إنه يستغل الجذب النفسي والعاطفة لرغبة الكرد في الحصول على دولة لهم، وقال كمال شوماني من معهد التحرير للساسة الشرق أوسطية للصحيفة إن”الكرد يقاتلون منذ أمد طويل للحصول على وطن وأصبح الأمر بمثابة عقدة نفسية لهم”.