هل يكون استفتاء كردستان بداية لرسم شرق أوسط جديد ميدل ايست أونلاين: غسان يوسف / رصد عراقيون
الحلف الذي يسعى لمنع قيام كيان كردي شمال العراق تأسس أسرع مما توقع الأكراد.
ربما أراد المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس من تقديم اقتراحه إلى رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني الذي يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم بـمفاوضات مكثفة من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح لحل كل المشاكل وتحديد العلاقات المستقبلية بين بغداد وأربيل خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، أن يجد الطرفان السبيل الأفضل للخروج من الحالة الراهنة التي وصلا إليها، خصوصا أن الاثنين كانا شريكين في محاربة داعش ولم يتم الانتهاء بعد من محاربتها وخطرها حتى الآن! فهل من مصلحة أحدهما فتح معارك جانبية أو نشوب نزاع مسلح بين الاثنين؟
ربما كان نائب الرئيس العراقي نوري المالكي رئيس كتلة دولة القانون هو الأوضح في تصريحاته عندما قال: “لن نسمح بقيام إسرائيل ثانية في شمال العراق” محذرا المطالبين بالاستفتاء من التداعيات الخطيرة التي سيخلفها هذا الإجراء على أمن وسيادة ووحدة العراق.
تصريح المالكي العنيف لم يخرج رغم حدته عن التصريحات التي صدرت من الدول الأربعة المحيطة بإقليم كردستان العراق. فالدول الأربعة أي تركيا وإيران والعراق وسوريا اتفقت على معارضة هذا الكيان ومنعه ولو بالقوة على الرغم من الخلافات الكبيرة بين هذه الدول وخصوصا بشأن سوريا، ما يؤكد انتقال المعركة بين تركيا وسوريا من صدام بين الدولتين على الأراضي السورية إلى تعاون حذر وغير علني لمنع قيام “كردستان العراق” الذي قد يؤدي تلقائيا لقيام “كردستان سوريا” ومن ثم “كردستان تركيا” وهو الأمر الذي تخشاه أيضا إيران التي أرسلت رئيس أركانها محمود حسن باقري إلى أنقرة بتاريخ 16/8/2017 للقاء رئيس الأركان التركي خلوصي آكار ما أدى إلى اتفاق الاثنين على القيام بعمليات مشتركة ضد المقاتلين الأكراد إذا اقتضى الأمر، وكذلك فعل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عندما هدد بالقيام بعمل عسكري ضد إقليم كردستان، في حال استخدمت أربيل القوة لفرض نتائج الاستفتاء.
إذاً نحن اليوم أمام رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط تعيدنا إلى القرن الماضي حيث بدأ الأكراد في التفكير بإنشاء دولة مستقلة باسم كردستان بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتوصلوا مع الحلفاء الغربيين المنتصرين إلى قيام دولة كردية في معاهدة “سيفر” عام 1920، إلا أن هذه الآمال تحطّمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية.
الخامس والعشرون من شهر أيلول سبتمر 2017 ربما قد يشهد ميلاد جديد لدولة كردية تحقق طموح البعض، إلا أن هذا الكيان الجديد سيؤسس لولادة تكتل جديد هدفه منع قيام دولة كردية في المنطقة، ما يعني اختفاء الخلافات بين هذه الدول، وهو ما ألمح إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل انعقاد مؤتمر آستانة 6 والقول إن الجولة السادسة لمفاوضات أستانا ستكون مرحلة نهائية للتفاوض على حل أزمة سوريا، وذلك بعد يوم من حديث موسكو عن اتفاق أطراف أستانا على إنهاء الحرب، وأن الأزمة السورية شارفت على نهايتها.
#وكالة_انباء_عراقيون