العمود الثامن : لماذا يكرهون زها حديد ؟ ! علي حسين

أكرر هنا باستمرار، محاولاً أن أرضي بعض القرّاء الأعزاء ، من أنني أحاول قدر طاقتي وتحملي ، الابتعاد عن سير خط النائبة عالية نصيف ومن شابهها ، وما لا يعرفه بعض القراء أنني قدر استطاعتي أحاول ان اشغلكم بالحديث عن الكتب وتجربة السنغافوري لي كوان ، وأصدّع رؤوسكم بمقولات سارتر وشكسبير ، لكنني ياسادة أعود مرغما لكتابة عمود عن زعماء هذا العصر بالصدفة العجيبة والغريبة ، بالأمس وبدافع الفضول لا غير تابعت ” طلّة ” النائبة ” الضاجّة ” ، هناك حقيقة يجب ان يعرفها من يقرأ هذا العمود ، انني لا أعرف شخصياً السيدة النائبة ، والمرة الاولى التي شاهدتها فيها كانت يوم 2012-12-20 انذاك كانت السيدة النائبة قد انتقلت من العراقية الى العراقية الحرة ، قبل ان تتحول الى العراقية البيضاء ، وبعدها الى نعيم دولة القانون ، قبل ان تتولى منصب الناطق الرسمي لتيار الاصلاح البرلماني ، الذي مات بالسكتة ” الأنتهازية ” انذاك اقترحت عالية نصيف ان يتولي صالح المطلك منصب رئيس الجمهورية ، وحين سألها المذيع لماذا اختارت المطلك ؟ قالت وهي بكامل وعيها :” علينا ان نبين للعالم اننا جادون في بناء البلد ، وترشيح المطلك يعد اثبات حقيقي لذلك “. ثم اعجبتني وهي تبرر انتمائها لحزب البعث ، حين قالت وبالحرف الواحد :” من غير المعقول ان يشمل بالاجتثاث من أجبر على الانتماء لحزب البعث “، ثم خرجت علينا في عام 2015 وهي تولول وتصرخ بأن :” سلطان هاشم تم اطلاق سراحه وتوجه فورا الى دولة الامارات ، وان اطلاق السراح جاء تلبية لاتفاقات تمت بموجبها تنصيب العبادي رئيسا للوزراء ” .
ولعل اخر عجائبها وغرائبها غيابها عن جلسة استجواب وزير التجارة ، سلمان الجميلي ، لماذا ياسيادة الأصلاحية ، اخبرتنا بالصوت والصورة ، انها تعرضت لخديعة ، فقد عرض عليها مبلغ خمسة ملايين دولار لالغاء الاستجواب ، لكن خانتها الذاكرة ولم تتذكر في اي يوم جلسة التصويت على اجوبة الجميلي ، وكانت النائبة الهمامة قد وعدتنا بانها ستعرض وثائق مهمة لادانة الوزير ، لكن وآه من لكن ، الوثائق غير متوفرة الان !!
وبعيدا عن اخبار ذاكرة عالية نصيف المعطوبة دوماً ، اسمحوا لي ان انقل لكم خبراً من بلاد الكفار الاميركان ، حيث تم اصدار كتاب للناشئة بعنوان “العالم ليس مستطيلاً” ، هذا الكتاب لايتحدث عن ابراهام لينكولن احد صناع تاريخ اميركا ، ولا عن هيلاري كلنتون المراة التي شغلت العالم ، وانما عن العراقية زها حديد ، الذي يصفها واضعوا الكتاب بانها : ” ولدت ونشأت في بغداد، وكان تحلم أن تصمّم مباني في بلدها. لكنها قدمت تراثها المعماري للعديد من عواصم العالم ”
إذن أيها السادة لا تلومونني حين أعترف وبلحظة تاريخية حاسمة أنّني شغوف بطلّة عالية نصيف ، !فانا من بلاد لديها ذاكرة مثل ذاكرة عالية نصيف ، تنسى امراة بحجم واهمية زها حديد ، وتفتح قنواتها الفضائية لصراخ حنان الفتلاوي وفلسفة عتاب الدوري . بلاد تعاني خلل ” بنيوي ” مع الاعتذارللسيميائي ابراهيم الجعفري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *