كل الجسور في الموصل مقطوعة.. فكيف يكون الوصال؟ الخليج أونلاين/عمر الجنابي رصد عراقيون
يوماً بعد آخر، ورغم تحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة؛ لا يزال أهالي المدينة المنكوبة يعيشون معاناة كبيرة وظروفاً إنسانية صعبة، لا سيما بعد تدمير البنى التحتية، بما فيها من مستشفيات وجسور، التي زادت من معاناة الأهالي.
خروج جسور مدينة الموصل، لا سيما الرئيسية منها، التي تربط مناطق أيمن الموصل بأيسرها، من الخدمة، أصابت الحياة بالشلل، وزادت من معاناة الأهالي، حسبما أكده مواطنون محليون من مدينة الموصل.
وقال المواطن هارون الجبوري، أحد سكان مدينة الموصل القديمة،: إنّ “الحياة في مدينة الموصل أُصيبت بالشلل، وإن الانتقال بين أحياء المدينة أشبه بالسفر من دولة لأخرى؛ وذلك بسبب تعرّض كافة جسور المدينة إلى تدمير تام”، لافتاً إلى أنّ “القوات الأمنية قامت بنصب جسور عائمة لتسهيل حركة قطعاتها العسكرية بين جانبي الموصل الأيمن والأيسر، في حين تُغلق بوجه المواطنين ممن يرغبون بالعودة إلى مناطقهم”.
وأضاف: إنّ “المواطنين يواجهون صعوبة كبيرة في الوصول إلى مناطق سكناهم التي هُجّروا منها نتيجة العمليات العسكرية؛ وذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة في تدقيق الأسماء، التي تستغرق أياماً، وأحياناً تصل إلى أسابيع”.
ومن جهتها، قالت المواطنة كريمة محمد،: إنّ “العبور من جانب مدينة الموصل الأيسر إلى جانبها الأيمن كان في السابق لا يستغرق أكثر من 5 دقائق، أما اليوم فيضطر المواطن للوقوف في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة حتى يحصل على تأشيرة للعبور إلى الجانب الآخر”.
وأضافت: إنّ “الجسور المائية العائمة التي أُنشئت حديثاً على نهر دجلة الذي يشقّ مدينة الموصل تحوّلت إلى مصيدة للأهالي في مدينة الموصل. وإن عبور المواطنين عبر هذه الجسور بات يعرّضهم للاعتقال بحجة التشابه أو الانضمام والتعاون مع تنظيم داعش”.
استئناف بعض الدوائر الحكومية والمدارس دوامها الرسمي ودعوة موظفيها لممارسة أعمالهم يتطلّب عبور مئات الموظفين جسور المدينة المدمّرة، ما زاد من معاناة الأهالي، بحسب المعلّم الجامعي علي المجمعي، خلال حديثه لمراسل “الخليج أونلاين”.
وأضاف أنّ “الأجواء والحياة في مدينة الموصل غير مؤهّلة لافتتاح أي دائرة حكومية في الوقت الحالي، حتى توفير الخدمات وإعادة إعمار المؤسسات الحكومية والجسور المدمّرة وتذليل العقبات أمام المواطنين”، لافتاً إلى أنّ “القوات الأمنية حصرت العبور بين جانبي الموصل الأيمن والأيسر بجسرين فقط، الأمر الذي تسبّب بحدوث ازدحامات كبيرة في صفوف المدنيين والسيارات”.
وأشار المجمعي إلى أنّ “القوات الأمنية منعت الأهالي من استخدام الزوارق النهرية التي كانوا يستخدمونها في السابق وهددت باستهدافها”، داعياً الحكومة العراقية إلى مراعاة الظروف المعيشية والإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان مدينة الموصل، والإسراع بإعمار البنى التحتية المدمّرة للمدينة”.
وفي هذا السياق، أقرّ عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع، بتدمير نحو 72 جسراً في محافظة نينوى، جميعها طالها التفجير والدمار، بعضها تربط جانبي المحافظة الأيمن بالأيسر، منذ 2014 إلى 2017.
وقال الوكاع في تصريح صحفي: إنّ “محافظة نينوى تحتوي على 73 جسراً عملاقاً، بعضها يقع على النهر ويربط جانبي الموصل، والأخرى بالطرق الخارجية وتربط الأقضية ببعضها”، مبيناً أنّ “بعض الجسور فجّرها مسلّحو تنظيم داعش، والأخرى تفجّرت خلال انطلاق عمليات التحرير”.
وأضاف أنّ “72 جسراً من أصل 73 جسراً في مدينة الموصل تم تدميرها منذ احتلال تنظيم داعش عام 2014 حتى منتصف 2017″، لافتاً إلى أنّ “هناك لجنة شُكّلت لجرد تكلفة إعادة إعمار تلك الجسور وعرضها على مجلس الوزراء”.