سجال المالكي والعبادي بقلم: ياسين طه
“العبادي ضعيف” و “العراقيون يريدون التغيير”.. بهذه التصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أعاد نوري المالكي فتح سجال قديم بينه وبين غريمه حيدر العبادي بعد فترة من الهدنة الاعلامية بين الطرفين في مؤشر على أن صبره نفذ تجاه ظهور غريمه كقائد لعمليات استعادة ما خسره العراق من الأراضي في زمن حكمه عبر زياراته الميدانية الى جبهات القتال مرتدياً الزي العسكري.
المالكي برر هجومه على العبادي بأنه غير حاسم ومتردد في المواضيع المهمة، كـ “التدخل التركي في العراق” و مواجهة طموحات اقليم كُردستان، والحزم تجاه التيار الصدري، الذين اقتحموا مقر الحكومة والبرلمان في الصيف الماضي. ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه بعد عودته لمنصب نائب رئيس الجمهورية بقرار قضائي بعد أن اقصاه العبادي مع النجيفي وعلاوي من مناصبهم ضمن حزم الإصلاح التي قدمها في آب 2015 لتهدأة الشارع الذي كان يغلي للمطالبة بالخدمات والاصلاح الاقتصادي.
يبدو أن قلق المالكي زاد في الفترة الأخيرة من تنامي نفوذ وقوة العبادي بسبب الدعم الخارجي والداخلي الذي يتلقاه الأخير بسبب قيادته لتحالف عسكري عراقي لمحاربة داعش في الموصل التي تعد آخر معاقل التنظيم في العراق وسط حديث غير مؤكد نية الأخير استثمار الانجازات العسكرية المتحققة لتشكيل قائمة انتخابية تحت عنوان “التحرير والبناء” لنيل ولاية ثانية مما يشكل خطراً على طموحات المالكي للعودة الى منصبه الذي يحلم به.
مؤيدون للعبادي شنوا هجوماً عنيفاً على تصريحات المالكي على مواقع التواصل وذكروا أن مصدر قناعات الأخير هي الدائرة المحيطة به من اقربائه وأنسبائه و شددوا على أن من وصفه بالمتردد استطاع استرجاع المدن الذي فقده العراق في ظل الذي يدعي القوة في اقوى رد على هجمات المالكي.
الغريب في الأمر مكتب رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي اكتفى في تصريح مقتضب بأنه لا يدعم خيار اسقاط حكومة العبادي بعد عملية الموصل دون أن ينفي أو يعلق على وصف الأخير بالضعيف والمتردد والتأكيد على تطلع الشعب للتغير ليبقى السجال مفتوحاً بين الطرفين الى اشعار آخر وسط ترجيح الكفة للمالكي داخل الائتلاف الذي ينتمي اليه العبادي في الوقت الحالي خاصة بعد أن تمكن من الاطاحة بوزراء الدفاع والمالية في ظل انشغال العبادي بمواجهة الأزمة المالية ومحاربة داعش.