العمود الثامن : بشرى آخرى من ” المدني ” سليم الجبوري !! علي حسين رصد عراقيون
مرة أخرى، تُساق مصائر العراقيين ، إلى المصير البائس ذاته، بالطريقة ذاتها، وعبر الأشخاص أنفسهم، مع فارق وحيد، هو أن الظروف هذه المرة اكثر سخرية من الأولى ، حيث تمت تحت جنح ظلام ما سمي بـ” جبهة الاصلاح ” .
مرة أخرى، نعيش اجواء أنتخابات مزيفة ، يقولون إنها لأختيار الاصلح ، بينما هي، في واقع الأمر، مجرد ميكروفونات ودعاية، واكاذيب على الفضائيات، و بيان الى الشعب الذي ينتظر على احر من الجمر ، بينما النتيجة محسومة ومعروفة حسب السيناريو: الفائز هو ” الفاسد ” ، سواءً كان ” جنابه “، ينتمي الى احزاب شيعية اوسنية ، كردية او عربية .
نسمع كل يوم حكايات من الشعوب التي لايحكمها ساسة ” دراويش ” ، ولكننا نمر عليها على عجل. لأننا مشغولين بحكايات الاصلاح التي لا تريد ان تنتهي وبتفسير ” أحجية ” اختفاء عواطف النعمة ، ولهذا لانتوقف على خبر مثير يقول ان القضاء الباكستاني منع رئيس الوزراء نواز شريف من العمل السياسي ، لانه غير مؤهل وتحوم حوله شبهات فساد ، خبر مضحك بالنسبة للمواطن العراقي ، الذي لايعرف كم مسؤول وسياسي عراقي غير مؤهل ، وما هي مؤهلات صالح مطلك الذي لايزال يتربع على كرسي البرلمان منذ عام 2005 ، وما هي العبقرية التي يحملها عباس البياتي ، واين ذهبت دعوات الاصلاح التي هتفت بها عالية نصيف ” لامحاصصة بعد اليوم ” ؟ .
اليوم يدعو مجلس النواب العراقيين ، للدخول في اللعبة الانتحارية، التي سميت بطريق الخطأ، انتخابية ، وبنفس القانون الذي يتيح للكتل الكبرى التحكم في مصير البلاد ، والجلوس على انفاس العباد .
طوال الفترة الماضية، كان اعضاء جبهة الاصلاح ، يزبدون ويعيدون حكاية ان الانتخابات القادمة ، ستكون فتحاً جديداً في الديمقراطية التي رسخها قبل اربعة عشر عاما المتقاعد الابدي غازي الياور الذي وافق ان يستبدل الرئاسة براتب ملياري ووزيرة متقاعدة وسكن في دبي .
إذن، نحن امام انتخابات ستنستبدل فيها حزب الدعوة بحزب الدعوة ، وجمال الكربولي بمحمد الكربولي ، ونعيشي ابد الدهر مع ” الرموز التاريخية ” التي رافقت الخراب ، منذ ان اخترع ابراهيم الجعفري ” معجون المحبة ”
هي حفلة رقص أخرى فوق احلام وامال العراقيين ، يطلقون فيها صيحة الغزاة العائدين “ها قد عدنا”، القانون نفسه والانتخابات نفسها ، والنتائج نفسها، زوراً هنا وبهتاناً هناك؟ وترسيخ الديموقراطية “الطائفية “، ولا يعرف احد كيف تكون الديموقراطية “طائفية ” ما دامت ديموقراطية.
عمد روبرت موغابي الذي يحكم زيمبابوي منذ اربعة عقود إلى الأسلوب الانتخابي نفسه الذي يروج له حجاجنا الافاضل . وشرح مرة لاعضاء حزبه سياسته في السيطرة على الناس : ” أولا تأكلون دجاجكم. ثم ماعزكم. ثم أبقاركم. ثم بعد ذلك تأكلون المعارضين، لتصبح البلاد لنا وحدنا “