لا نتمناها أربع عجاف أخرى / بقلم : فواز الطيب

 

الجهات السياسية التي تمثل محافظة نينوى ذاهبون الى مؤتمر بغداد/اربيل لتشكيل تحالف سياسي ” تحالف القوى الوطنية “، وممثلونا هم حزب للعراق متحدون ، والحزب الإسلامي ، وشخصيات منتمية لأحزاب من خارج المحافظة مع الكرابلة وابو مازن ، والمالكي ، وشخصيات جديدة أخرى في طور النمو .

المؤتمر هو ثمرة جهد خارجي مع جهات دولية مرت بمراحل من خلال ندوات ومؤتمرات ” انقرة – عمان – مونترو – اسطنبول – بروكسل . . وصولا الى بغداد بعد تحقيق رؤية عراقية جامعة لمرحلة ما بعد داعش .

وكتحصيل حاصل فإن القوى العشائرية تميل حيث مالت الرياح ، وما يسمى بالنخب والمثقفون صامدون في معارض أحلامهم بعيدا عن الواقعية والموضوعية في التعامل مع الأحداث وإسقاطاتها اليومية .

وظيفتي وراتبي والله أكبر ، مقابل عباتي وعصاتي والله أكبر .

أما الجهات المعارضة التي ستأبى دخول التحالف لهم وجهة نظرهم ومواقفهم من العملية السياسية ككل ، ويراهنون على عدم صمودها أمام الرأي العام الجماهيري الرافض للوجوه السياسية القديمة كما هم يقولون ، وكما يراهنون أيضا على تدخل دولي لتغيير الخارطة السياسية ، ويلمح البعض منهم لإعلان حكومة طوارئ بقيادة أمريكا وموافقة المرجعية الشيعية العراقية .

المكونات بدورهم تائهون في ظل هذه العواصف السياسية ، وما ستؤول إليها نتائجها لإتخاذ مواقف واضحة للشراكة أو المغادرة والإلتحاق بمن ترك وغادر وهرب .

بكل الأحوال مؤتمر بغداد يحظى بدعم دولي وإقليمي مباشر ، وهناك رضا محلي مقابل جهات معارضة رافضة للمؤتمر في سيناريو مكرر لإنتخابات 2014 .

وشرعنة المؤتمر كممثل رئيس للمناطق السنية في طريقها للولادة وان كانت العملية قيصرية وعسيرة ، ومدى نجاحها يتوقف على طبيعة الشراكة بين القوى المتحالفة ، ومدى إدراكهم لخطورة المرحلة وواجباتها .

نحن سنكون بمواجهة اربعة سنوات أخرى مع منظومة سياسية كانت مخرجاتها مدمرة ، أربع سنوات أخرى نأمل فيها التغيير والإصلاح من رجال سيمثلوننا رغما عنا بعد أن فشلنا من تقديم بدائل عنهم .

ولا بد هنا من تغيير العلاقة بين من سيمثلنا وبين نخبنا ومثقفينا ، وانهاء حالة الانفصام بين السياسي والمثقف ، والعمل على إيجاد بيئة لتلاقح الأفكار للخروج بقرارات ناضجة تغيّر بوصلة العمل السياسي ، وترفع من وتيرة العمل المهني العلمي في إشغال المناصب والوظائف لإعادة بناء مدينتنا على أسس صحيحية تعيد شئيا من هيبتها ووقارها المدني المتحضر .

كل أمنياتنا أن لا تتكرر الأخطاء ونعيش أربع عجاف أخرى .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *