حقائق لايمكن اغفالها في ملف سقوط الموصل قبل ٣ سنوات / بقلم د. خالد العبيدي
برغم كل ماقيل منذ ٣ سنوات عن أسباب سقوط الموصل بيد تنظيم داعش، وبرغم الجدل بشأن وجود مؤامرات (محلية واقليمية ودولية) أو أهداف سياسية وراء الانهيار الأمني الصادم الذي شهدته الموصل، إلا إن هناك حقائق ثابتة متعلقة بالقوات الأمنية لولاها لما احتل الارهابيون نحو ثلث مساحة العراق:
– ان الفساد (بسبب بعض القادة والآمرين والضباط) كان مستشريا في العديد من مفاصل الجيش العراقي، بسبب المحاصصة والتحزب والطائفية التي كانت تحمي القائد والآمر والضابط الفاسد من المحاسبة…
وإن من بين أهم أدوات الفساد هو ماكان يجري داخل أروقة #تحالف_الفاسدين، من اتفاقات وضغوط سياسية لحماية الفاسدين داخل تشكيلات قواتنا الأمنية والمساهمة في استشراء ظاهرة الفضائيين، ومنع محاسبة الهاربين لضمان الحصول على أصوات انتخابية وحزبية، علما ان اللجان التي شكلناها بخصوص ظاهرة الهروب التي كانت مستشرية حتى نهاية عام ٢٠١٤، أظهرت إن بعض الجنود والمراتب شملوا بأكثر من ٢٠ مرة بالعفو والإعادة الى الجيش.. ومثلما يعرف المتخصصون إن هذا الإجراء يترك لدى الجندي العائد استعدادا نفسيا دائما للهروب مع أي تحشيد أو هجوم جديد، لتأكدهم إن الفاسدين سيعيدونهم للخدمة مع قرب موعد أية انتخابات برلمانية…
أما من حاول ويحاول منذ ٣ سنوات، تحميل أفراد قواتنا الأمنية وأهل الموصل الأصلاء، مسؤولية سقوط الموصل، فهو يضلل الحقائق ويفتري على العراقيين للتستر على الفاسدين الحقيقيين.. فهاهي قواتنا البطلة تسطر أعظم الانتصارات على داعش وأهل الموصل يستقبلون أخوانهم في القوات المسلحة البطلة بالورود والأحضان، والنصر قريب إن شاء الله…
ولنكن متأكدين، ان الجيوش المهنية قادرة على إدارة الأزمات الأمنية والدفاع عن بلدانها ولاتهزها مؤامرات مايجري داخل دهاليز السياسة مهما كبرت، وللتاريخ شواهد عديدة في ذلك…
فاتركوا جدل المؤامرات، وامنعوا تدخل السياسيين والحزبيين بإدارة بناء قواتنا الأمنية، لأنها القلعة الحصينة الأخيرة للعراقيين القادرة على رد كيد المؤامرات والمتآمرين والفاشلين وخونة العراق…
– الرحمة لشهدائنا…
– الشفاء العاجل لجرحانا…
– والعودة السريعة لأهلنا الى مناطقهم وديارهم المحررة بقدرات وبطولات قواتنا الباسلة…
الدكتور خالد العبيدي