المرصد العراقي لحقوق الإنسان: داعش حول (عين كبريت) في المدينة القديمة والمطلة على نهر دجلة إلى منصة لإعدام المدنيين
اكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن تنظيم “داعش” زاد من عمليات الإعدام التي يُنفذها بحق المدنيين خلال الأيام العشرة الأخيرة، بعدما ضيقت القوات الأمنية العراقية الخناق عليه في معركة تحرير المدينة القديمة في الساحل الأيمن من الموصل.
بحسب شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان، فإن “التنظيم حول (عين كبريت – عين مائية درجة حرارتها مرتفعة وتُستخدم للعلاج من بعض الأمراض) في المدينة القديمة والمطلة على نهر دجلة إلى منصة لإعدام المدنيين”.
قال مدني هرب في السابع والعشرين من آيار/مايو الحالي من منطقة الزنجيلي خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن “آخر إتصال أجراه مع أقاربه في الموصل القديمة كان يوم 23 آيار/مايو 2017، وتحدثوا له عن قيام تنظيم داعش بعمليات إعدام كبيرة للعوائل التي يشك بتعاونها مع القوات الأمنية أو محاولتها الهرب من مناطق سيطرته”.
قال أيضاً إن “التنظيم يستخدم الأسلحة الكاتمة في عمليات الإعدام، رغم انها أمام أعين الناس وفي أماكن عامة”. أضاف أن “هذه العمليات تُنفذ أثناء صلاة العشاء”.
قالت مصادر تواصلت مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان منتصف آيار/مايو الحالي من منطقة الموصل القديمة عبر الهاتف إن “من أسباب الإعدامات التي ينفذها التنظيم ضد المدنيين، إما إتهامهم بالتعاون مع القوات الأمنية، أو عدم إنصياعهم لأوامره، أو في بعض الأحيان لعدم تقديم المساعدة له، بالإضافة إلى محاولات الهرب من مناطق سيطرته”.
قال نازح من مدينة الموصل القديمة أثناء وصوله للقوات الأمنية العراقية في حي الثورة يوم الثامن والعشرين من آيار/مايو الحالي إن “عين الكبريت تحولت الى عين كبريت ودم، فأعداد القتلى فيه وصل إلى ما يقارب الـ258 مدني”.
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن “التنظيم سيستمر حتى آخر لحظة له في الموصل بتنفيذ الإعدامات بحق المدنيين، وهذا يعني أن كل من تبقى منهم داخل مناطق سيطرته قد يواجه مصير القتل والإعدام”.
حاولنا التواصل قبل أيام مع السكان القريبين من عين الكبريت، لكن بسبب تضييق الخناق عليهم من قبل التنظيم حال دون ذلك، فعناصره يمنعون إستخدام الهواتف النقالة، ويُعدم كل من يستخدمها.
مصادر إغاثية بمدينة الموصل تتواجد بالقرب من خطوط الصد في المدينة القديمة، قالت للمرصد العراقي لحقوق الإنسان إن “التنظيم يعدم يومياً 9 عوائل تقريباً، ويترك الاطفال من دون ذويهم، فالامهات تُعدمن امام اطفالهن وترمى جثثهن في عين الكبريت”.
قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن “أغلب عوائل المعدومين ربما لن يستطيعوا الحصول على جثث ذويهم، فبعض الجثث بدأت بالتفسخ بسبب حرارة المياه وتعرضها لأشعة الشمس وبعض المواد الحربية التي رُميت فيها من قبل عناصر داعش”.
قال المرصد أيضاً إن “المدنيين يواجهون مخاطر كبيرة في البقاء داخل مناطقهم وأثناء محاولتهم الهرب من التنظيم، فهم يتعرضون للتعذيب والقتل على أيدي عناصر التنظيم”.