أزمة قيادات سياسية في الموصل / فواز الطيب
هناك سؤال دائما ما يطرح نفسه بقوة عند أهالي الموصل : من يعبر سياسيا عن موقف الأغلبية في الموصل ؟ وكيف سيكون خطابه للمرحلة القادمة في مواجهة مرحلة ما بعد داعش بكل تعقيداتها ، من مركز مدينة الموصل الى تلعفر وسنجار مرورا بسهل نينوى ، وما تتركه المادة 140 من ظلال على كل هذه المناطق وغيرها ، وبكل تجاذباتها الطائفية والقومية والإثنية ، وما تركته داعش من آثار إجرامية بين شرائح المجتمع الموصلي وصلت حد الصراع في العائلة الواحدة ، أمام عجز حكومي واضح لإدارة أي ملف ، بسبب الفشل في إدارة نفسها كحكومة مركزية مقسمة بين أحزاب وجماعات لا يجمعهم إلا تقاسم ملفات الفساد ، أو ما يسمونها تقاسم الكعكة لحفظ سواد وجههم .
مع كل هذه التعقيدات نرى وبوضوح أزمة قيادات مجتمعية ، وإنعدام للثقة بين كل الأطراف ، وبين عناصر الطرف الواحد ، في نوعية الخطاب المطروح وميولها نحو هذا الطرف أو ذاك .
واذا كان تجمع متحدون يمثل المحور والثقل الأكبر لرأي أهالي نينوى فإن تداعيات سقوط الموصل ، وإقالة اثيل النجيفي ، أربكت المشهد ، وبالرغم من مرور ما يقارب الثلاث سنوات لم تظهر أي جهة فاعلة أو قيادة جديدة من خلال حزب أو تجمع تمثل الرأي العام الموصلي كأغلبية ، وما زال خطاب متحدون هو الأعلى كعبا من كل الأطراف وأكثرها وضوحا وجرأة وتأثيرا من كل الجماعات الأخرى .
تحديات كبيرة تواجه محافظة نينوى ، أمنيا ، وسياسيا ، وإقتصاديا ، وثقافيا ، والتحدي الأكبر لأهالي الموصل يتمثل اليوم في كيفية إدارة مدينتهم وإنتشالها من مشاهد الدمار التي لحقت بها ، وكيفية هيكلة إدارة المحافظة ، وإدارة مؤسسات المدينة .
كيف تحصل على صلاحيات لتصدر قرارات استثنائية للحفاظ على التعايش السلمي ..خطط الإعمار . .خطط التعليم . . الثقافة المجتمعية والخ .