إرادة الموصل ستنتصر على من أراد تشويه صورتها / علي الديوه جي
ظاهر الحال كما يبدو ان حكومة بغداد لم تتعض، ولم تدرس الأسباب التي أدت الى سقوط الموصل بيد داعش منذ أحداث حزيران 2014 والدليل واضح لمن هو متتبع للأمور بشكل جيد وليس لمن التجأ الى إلقاء التهم يمينا ويسارا .
من يتتبع تاريخ مدينة الموصل يعلم أن أبنائها هم بناة للدولة منذ تأسيس المملكة العراقية في العام 1921 ولغاية يومنا هذا وكم تعاقبت الحكومات تحت عدة مسميات كان لأهل الموصل السبق الكبير في إرساء دعائم الدولة وتأسيس القانون وترسيخه ومن يتابع طروحات أعضاء المجلس التأسيسي العراقيفي بدايات العهد الملكي يرى بوضوح لا يقبل الشك مدى الثقافة القانونية والمعرفية التي كان يتمتع بها نواب الموصل انذاك وهذا ما كان يميزهم عن غيرهم فهم ابناء حاضرة ومدنية فهم ابناء الموصل والتي كانت تعرف انذاك بلواء الموصل وكان يمثلها الطيف الموصلي باجمعه فالجميع كانوا ينتمون للموصل كلواء ومدينة ولم يكن قد ظهر اسم نينوى كمحافظة على خارطة العراق .
من المعيب جدا ان يتم تجاهل تاريخ هذه المدينة وجهود رجالها في بناء العراق الحديث وتوجه تهمة السلبية بحق أهاليهم وابناء الموصل او العبارة السخيفة التي يروجونها منذ ايام بكثافة لافتة للنظر وهي ( انا اشعليي ) وتتشكل في العقل الجمعي لدى أبناء مدينة الموصل من الشباب حتى تتكون في مخيلتهم أنهم أناس سلبيون لا يقدمون شيئا لأنفسهم ومدينتهم ولا يستطيعون فعل اي شي وبالتالي تحقيق الهدف المراد وهو السعي لكسر إرادتهم . في الحياة والبقاء في مدينتهم
أقولها بصراحة ان تحكيم العقل والمنطق على التهور هو الصفة الغالبة في تفكير أهل الموصل في شتى مجالات الحياة وليس في المجال السياسي وحده ففي طبعهم حب الدراسة والتاني في كل موضوع يقدمون عليه وينظرون لما هو ابعد من مسالة الربح والخسارة بالمفهوم المادي بل وإنما يتعداها الى الربح والخسارة كمفهوم اجتماعي فلكلمة ( العيب ) وصداها اكبر بكثير من الحرام والحلال بالمفهوم الديني وهنا تكمن المفارقة فللرادع الاجتماعي دور كبير وتأثير مخيف على المكانة الاجتماعية في الموصل وتمتد لعقود مع صاحبها لذا فالمقياس الحقيقي والرادع الاجتماعي له تأثير كبير في المجتمع الموصلي ورجاله مما جعلهم لا يتراكضون لأي مشروع يطرح ولا يتراقصون أمام أصحاب السلطة فكل حركة محسوبة وكل كلمة محاسب عليها وكل تصرف يكتب ويذكر . وخوفهم من الوقوع بخطأ تاريخي قد يودي الى نظرة سلبية من المجتمع لا تزول بسهولة ولا تغتفر أبدا وقد يندم عليها صاحبها سنين طويلة .
نعود للعبارة السخيفة ( انا اشعليي) والتي تروج بشكل كبير واقول ان هناك من الوقائع الكثبرة ما يكذبها وقائع تاريخية كبيرة وكثيرة منها ما هو في تاريخنا القديم ومن هو في الحديث فاهالي الموصل وأبنائها تميزوا بالإبداع أينما حلوا وأينما ارتحلوا وفي شتى المجالات العلمية والاقتصادية والبحثية والأدبية والقانونية وغيرها من العلوم فالمدينة التي قدمت الكثير من القانونين والمؤرخين والعلماء والأطباء والمهندسين والضباط بكل الصنوف كان همهم هو بناء الدولة وليس التزاحم على المناصب والكراسي بكفائتهم شغلوا اهم المواقع واجادوا بها وقدموا الكثير ، فالموصل لن تتوقف عن تقديم خيرة أبنائها في شتى المجالات فهي مدينة ولادة ولن يعقم رحمها بسبب تفاهات وأكاذيب يطلقها كل من هب ودب من الفاشلين ممن ابتلي بهم هذا البلد وهم سبب الخراب والدمار الذي حل بنا واليوم ومنذ تحرير الساحل الايسر تراكض ابنائها في خدمة مدينتها واعادة بنائها من جديد فهذا يسعى لرفع الانقاض من الشارع وذلك يسعى لتقديم الخدمات الصحية لاخوته النازحين وث الث يحفر البئر لمن قتلهم العطش ورابع يهرع مع زملائه لتنظيف مستشفى او مدرسة وغيرها كثير من الشواهد الحية التي تعبر عن ارادة كبيرة فهم يعملون لصالح مدينتهم ودولتهم التي تتجاهل مثل هذه التصرفات والاعمال الرائعة ولا تتفهم مثل هذا التصرف . تصرفات سفهت كلمة انا اشعليي وردتها لاصحابها الفاشلين وقادم الايام سيكون هناك الاكثر والاكثر أتوقع ان تزداد التهم بحق اهل الموصل يوما بعد يوم، فتهمة ان أهل الموصل بعثيون كانت المعزوفة الأولى التي عزفها الفاشلين بحق أهالي الموصل والمضحك في الأمر ان مدينة الموصل هي المدينة الوحيدة في العراق التي لم يكن بها تمثال لصدام حسين طيلة فترة حكمه ولغاية سقوطه بينما من كان ينصب التماثيل ويردح ويجدد البيعة كل شهر وهو حامل البرنو بيده أصبح بريئا من البعث وكان مضطرا طيلة خمسة وثلاثين عاما ان يرقص ويردح، الفرق كبير بين العاقل والمهرج بين من كان العقل ميزانه وبين من يسعى لجاه ومال وهو فاشل اصلازفي كل شي الفرق كبير حتى القياس به حرام وإجرام.
والله من وراء القصد